عزيزى الزائر

استاذى القارئ خلى بالك ... كتباتى لا تتبع اى قواعد نحويه .... يعنى من فضلك مش تنقد النحو

اليكم

اليكم

السبت، 13 فبراير 2010

إعلام (الريادة !!) .. وصناعة التخدير


كتب اسماعيل نجيب

لعمل شرط الإيمان
رحمة الله الأستاذ (فتحى يكن) فلقد أعجبنى تعريفه للإيمان فى أحد كتبه بأنه "قناعة عقل واطمئنان قلب وعمل بالجوارح" ، فالإيمان بالله يجمع الجوانب المعرفية والسلوكية معاً فهو قناعة عقل يترتب عليها فى النهاية تغيير فى الواقع بعمل الجوارح؛ ولم يقرن الله سبحانه الإيمان به إلا وقرنه بإلزاميه العمل بمقضى هذا الإيمان ..فلا يكاد تخلو آيه من كتاب الله تنادى المؤمنين وتصفهم بالإيمان إلا وقرنت معها العمل "إن الذين آمنوا وعملوا".. فالإيمان دون عمل عبث واستهزاء والعمل دون إيمان جهل وإلحاد ..
ومنواقعية شرعتنا الإسلامية أنها لا تعتبر طقوس تتلى أو صلوت تؤدى دونما أثر واضح جلىلهذه العبادات فى حياة الفرد المسلم ؛ وبهذا انطلقت القواعد الفقهية الأصوليةتنادى بأن "كل قول لا ينبنى عليه عمل فالخوض فيه من الأمور المنهية عنهاشرعاً"، والكثير من الآثار توطد هذاالمعنى حيث ورد أن "من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له
بل هو حمق وسفه وابتزاز
أقول: إن من يدعى الإيمان ولا يعمل فهو واهم مخطىء ، كذلك من يدعى معرفة فنون الطب
ويقف على المرض ويحدد موضع الألم دون أن يقدم العلاجف هو بذلك واهم مخطىء بل آثم مذنب .
ماالفائدة إذاً من معرفة المرض دون محاولة علاجه ؟!!، ما هو إلا نوع من التعجيز والابتزاز الرخيص؛ فلا هو تركنى أعيش الحياة بسعادة وأمل ، ولا هو أبقى لى هذ ا الأمل !!!.. بل رسخ عندى ثقافة الرضا والقناعة بالواقع دون محاولة للتغيير، ومعتكرار المواقف وتناسخها تترسخ عندى ثقافة إلف المرض والتعود عليه والقناعة بعدما الجدوى من العلاج بل ومقاومته .. ما هذا إلا سفه وحمق واستفزاز واستخفاف بعقولنا
أطفأنا شموعنا .. بداية التخدير
ومن المؤسف حقا أن ترانا نسير نحو وهجٍ لامعٍ من بعيدٍ نحسبه ملجأ وملاذ من عتمة الليل دون لحظة تفكير فى كنه ومصدر الضوء، ولا ندرى ونفيق إلا عند صعقة قاضية.. فإذا هىنار تحرق وتدمر !!!.. ويعجب لذلك الامام ابن الجوزى فى كتابه "تلبيس إبليس" حيث يتعجب ممن أعطاه الله شمعة يستضىء بها فى الظلام فيطفأها ويهتدى على شموع غيره، وكأننا عقولنا عقمت عن التفكير ونسير مكفوفى العقول خلف كل ناعق ينادى: أن أقبلوا نحو الهاوية !!..
إن تخدير العقول هى الاستراتيجة الجديدة والورقة الرابحة التى يلعب بها أعدائنا من الخارج والمنافقون المخادعون أو السذج المنخدعون من الداخل
إعلام الريادة .. واستراتيجية التخدير
سكن أحدهم بجوار المقابر فلم ينم أول ليلة فى سكنه الجديد هذا، وذلك من شدة الخوف من مشهد المقابر المهيب المخيف ، ثم سرعان ما تلاشت هذه الرهبة مع تكرار النظر للمشهد كل يوم ، حتى ألف المنظر ولم يعد يؤثر فيه كما أول مرة ، إلى أن تجرأ وبدأ يرتكب المنكرات داخل هذه المقابر !!!..
هذا ما يفعله الإعلام معنا . فلقد مللنا مشاهد الرشوة المحسوبية والظلم والفساد فى إعلامنا الرائد حتى أضحى الأمر عادياً وضمرت فينا كل روح لمقاومته
ونظر الازدياد أهمية الإعلام كل يوم عن سابقه ، لأنه واعظ وخطيب فى كل بيت ، بل إن مداه وتأثيره أكبر من ذلك ؛ فهو لم
يدخل إلى بيوتنا فحسب بل إلى غرف نومنا ، وهذا ما لا يستطيع الواعظ فعله ..

فلقد أتقن الأعداء استعمال هذا السلاح الخطير وأجادوا توجيهه لتحقيق مآربهم وأغراضهم الدنيئة ، ولم يكن لينجحوا هذا النجاح لو لا أننا أطفأنا شموعنا وصرنا نستجدى النور من نيران عدونا ،وكذلك لطبيعة انتشار وتأثير وسائل الإعلام والتى جعلت إحساس السلبية والكسل ينتقلمن شخص لآخر حتى تفشت فى مجتمعنا فكون بذلك شخصيات أكثرها من (مستريحى العقول) البلهاءالذين يفسدون فى الأرض ولا يصلحون ..
نماذج منعمليات التخدير فى إعلامنا (الرائد
خالد يوسف :بطل من ورق
يكادي جمع النقُّاد على أن المخرج (خالد يوسف) قد خرج عن العادة وتناول قضايا شائكة واقعية فى مجتمعنا المصرى ، مثل موضوع العشوائيات فى فيلم (حين ميسرة) و الرشوة فى (هيا فوضى) و الظلم والقهر فى فيلمه الأخير (دكان شحاته) وفوق ذلك فأنت تجد فى أفلامه صورة قاتمة وسوداء للمجتمع المصرى من تطرف دينى وتجارة المخدرات والابتذال الجنسى ، والكثير من النقاد والصحف تجعل من (هذا) المخرج أنه البطل المغوار الذى يكشف النقاب عن كل فساد ..
وإنى هنا أتسال : ماذا قدم خالد يوسف لمشاهديه فى أفلامه (الواقعية) هذه ؟!! هل قدم لهم حلولا عملية فى نهاية عرضه لهذا الفساد المطبّق ؟ ..

أم وجه وأرشد المشاهدين إلى حلٍ متاح لهذه الأزمات ؟.. أم صنع عند المشاهد قناعات وكون عنده فكراً ضاغط على صناع القرار للنظر فى تلك المشكلات المطروحة بجديّة؟؟ ..
فى حقيقة الأمر إنه لم يقدم إلا جرعة دسمة من جرع التخدير ومشاهد جنسية ساخنة .. هذه هى حقيقة هذا البطل المغوار
عادل إمام زعيم التخدير
ويفوز بلقب زعيم التخدير بلا شك (عادل إمام) !! ، ففى
مسرحيتة (الزعيم) والتى يسخر فيها ويتهكم
صراحةً من النظام الحاكم وكذلك فى أفلامه (مرجان أحمد مرجان) و (السفارة فى العمارة) و فيلمه الأخير (بوبوس) التى فى الظاهر أنها أعمال تناقش قضايا مهمة وظواهر خطيرة فى مجتماعاتنا من فساد ورشوة واختلاس وتطبيع وغيرها..

لكن فى حقيقة الأمر –كما أراه- أنه ليس كذلك البتة ، فما هو إلا تكريس لاستراتيجية التخدير والرضا بالواقع وذلك برفع النقاب عن المشكلة ولكنه لم يصنع إرادة عند مشاهديه، إرادة تحرك الجموع نحو تغيير الواقع وليس الرضا به والبكاءعليه واليأس من التغيير %
وللبرامج الإخبارية دور
انتشرت كثيراً على القنوات الفضائية البرامج التى تناقش مثل هذه القضايا مثل برامج(الطبعة الأولى) و (واحد من الناس) و (90 دقيقة) و (العاشرة مساءً) ، وكثير من هذه البرامج والتى قد يظنها الظانون أنه تقدم فى مجال الإعلام والحريات ، وما هو إلا الإسراع من عملية تخدير التفكير والرضا بالأمر الواقع ، فهل مثل هذه الأعمال تقدم حلولاً عملية ؟، أو تبنى اتجاه إيجابى عند مشاهديها؟، وهل وتضرب على يد المفسدين ؟!!هذا هو مقياس التقدم الحقيقى الذى يجب القياس عليه ... وطبعا أنتم تعرفون الإجابة
عمرو دياب ومشهد الدرة
إنى لاتذكر مشهد الطفل الشهيد محمد الدرة الذى ترك أثره فى الجميع ، وبسببه قامت التظاهرات وعلت الافواه بالتنديدات، ولكن مع صياغة جديدة للمشهد المؤثر فى (كليب) للمطرب(عمرو دياب) ، يدور كل (الكليب) حول هذا المشهد، وبإخراج جديد للمشهد الحى مع نغمات موسيقية مصحوبة بكلمات تنديدية بصوت النجم (السوبر ستار) أخرجت المشهد من هيبته وقلل من تعاطف الكثير تجاه ما حدث للدرة .. هذا على الأقل حدث معى ومع مجموعة ممن أعرفهم ممن شاهدوا (الكليب).
:مصيدة الكبار

وإنىلأعجب من فنانين وكتاب ومخرجين ومعدى ومقدمى برامج معروف عنهم الثقافة والفكر ولايشكك أحد فى وطنيهم ، كذلك لا يشكك أحد فى قدارتهم الفنية كل فى مجاله ، منمساهمتهم
فى تفعيل وإنجاح استراتيحية تخديرالعقول والرضا بالأمر الواقع ، فمن وجهة نظرى إما إنهم مخدوعين أو إنهم للأسف عنقناعة يعملون
نريد إعلاماً
نريد إعلام إيجابى يعرض القضية ويقدم لها الحلول فى نفس الوقت ..
نريد إعلام مؤثر فى قناعات الناس واتجاهاتهم
نريد إعلام واع يعرض القضية من منظور (ماذا بعد ؟) .. ليضع الحلول ويوجه الناس
نريد إعلام قوى يصنع الإيجابية ويقتل الكسل والرضا بالأمر الواقع
نريد إعلام المخرج فيه فنان حريص على مصلحة وطنة وثوابته الدينية والقومية نريد إعلام حر خارج من إعلاميين محترفين وليس من ضباط فى المخابرات أو أمن الدول
حتى لاننسى فهناك فنانون
أتوجه بالشكر والتقدير للفنان الكبير (محمد صبحى) الذى قدم لنا الكثير من الأعمال العملاقة والقيمة ؛ متحدياً بها استراتيجية التخدير ، وترك فى نفوس مشاهديه الكثير من النواحى الإيجابية بطريقة غير مسفة ولا مبتذله، وأخص من أعماله المسلسل الرائع (يوميات ونيس) ومسرحية (وجهة نظر) للكاتب الكبير (لينين الرملى)

10 فــارس وكــتب تــــعــليـق:

مشخبطاتي يقول...

السلام عليكم..

بصراحة النشر هذه المرة قوي جداً جداً يابلال ..!

قلت كلاماً يوضع فوق الرأس ويدون على السطور المضيئة.. يبقى الإعلام أداة مهمة جداً(إن لم يكن الأهم) في تكوين القناعات ..!

وللأسف الشديييييييييييييد .. أصحاب الكلمة الآن في المشهد الإعلامي العربي (معظمهم) لا فكر لديهم ولارسالة شريفة يؤديها أحدهم .. فمثلاً إذا أشرنا إلى خالد يوسف وأفلامه .. بعدما طرح من قضايا..هل قدم الحلول؟!
الإجابة لا..الأمر تعدى ذلك .. فكمية الإبتذال الخُلقي في أفلامه تهدم ولاتبني ..!

كذا هذا المسمى بعادل إمام .. وإستمراره في تقديم أفلام التخدير والفحش في إطار كوميدي .. يضحك الناس ثم يستفيقوا على أن سعر الأنبوبة تعدى 25 جنيه .. وإتفاقية الغاز..ألم يرفض التطبيع في أحد أفلامه؟!
ثم كيف يتكلم ويبدي رأيه خارج أفلامه؟!
إنه يؤيد الحزب المتحكم فينا ..!

فالأمر من رأيي تعدى التخدير (بكثير) ..!

تحليل جميل يابلال..ومقال من أقوى ماقرأت .. :)

تحياتي.

أبو مصعب يقول...

سلام عليكم
عامل ايه
فى البداية كلامك كبير قوى
فعلا الاعلام عندنا فى مصر يتبع سياسة الرسائل السلبية
التى تدعو الى "خليك شادد لحافك
واتفضل بطانية
حطها فوق كتافك
واربطها بالكوفيه "


ولكن هل تعتقد انه يمكن تغير واقع الاعلام
انا شخصيا شايف ان قدامنا كتير

تحياتى على البوست

مواطن شووجااع يقول...

مقال قيم جداً

Unknown يقول...

أخى الكريم : بلال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحييك على هذه النظرة التخليلية لواقع الإعلام( الريادى)وهو بالفعل صناعة تخدير
وهناك خطوط حمراء لايستطيع تجاوزها إلا بالقدر المسموح به للاستيفاء من الغرض...
تقديرى واحترامى
وبارك الله فيك وأعزك
أخوك
محمد

Unknown يقول...

اه
كدة بتخبط فى الكبار يابنى واحنا مش ادهم
خالد يوسف ورغم انه ناصرى وهذا واضح الا انه عرى المجتمع بشكل فج لا وايضا اظهر بعض العيوب على انها عادة وشئ مألوف وهذة جريمة كما انه لم يعالج قضية واحدة مما تناولها
اما عادل امام فقد سقط من فترة واصبح نجم السلطة واصبح يفتى فى الحكم والسياسة والدين وكأنة حكيم زمانة ومكانة
عمرو دياب وكل من ذكرت ولم تذكر يعملون على زيادة ثرواتهم وشهرتهم لا اكثر


تحياتى لك

المجاهد الصغير يقول...

السلام عليكم
جزاكم الله خيرا موضوع قوى
وفقكم الله

عمرو جويلى يقول...

السلام عليكم
رحم الله الأستاذ فتحى يكن
وجعل ما خطه قلمه فى ميزان حسناته
فكان له وجهة نظر صائبة فى الكثير
مما نعانى منه الآن
خالص تقديرى

بلال عادل رجب. يقول...

الرد على مشخبطاتى
-----
جزاك الله خير اخى ونشكر ايضا اخونا اسماعيل نجيب
ايوة يااخى اذا كان خالد يوسف او غيرة فهو يقدم لنا المشكله ولكن اين حلها اين العلاج فلا يوجد علاج اما عادل امام تكلم عن الرشوة وتكلم عن فلسطين ولكنه كل افلامه فيها مسخرة وقله الحياء ويجعل من شارب الخمر ومسكرها وساهر النساء ان يجعل منه بطل مثل فيلم السفارة فى العمارة
وجزاك الله خير

بلال عادل رجب. يقول...

د/ابومصعب
جزاك الله خير على مشاركتك
نعم اعلامنا مخدر وبيخدر مخدر من قبل الحزب المتحكم ويخدر الشعب ... وكما تقول فعلا الاعلام عندنا فى مصر يتبع سياسة الرسائل السلبية
التى تدعو الى "خليك شادد لحافك
واتفضل بطانية
حطها فوق كتافك
واربطها بالكوفيه "

ماجد العياطي يقول...

حقيقي

مواضيع تستاهل

المصيبه ان كل شئ حواليك يحسسك انك في دوامه

هذه مشكله وقتنا

والموضوع جميل جدا وشيق وراقي

وفقكم الله

إرسال تعليق

( مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )